منتدى عين الطويلة
منتدى عين الطويلة
منتدى عين الطويلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عين الطويلة للثقافة والتعليم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
commune de l'indépêndance
اهلا وسهلا بكم في منتدى عين الطويلة شاركونا اقتراحتكم
وادي الذئاب الجزء السادس
نرجو من كل الاعضاء المزيد من الجهد والعمل من اجل انجاح هذا العمل
بمناسبة حلول العام الجديد نتقدم بالتهنئة الى كل سكان عين الطويلة والشعب الجزائري والامة الاسلامية
invitation à tout les invités de site de ain touila à l'inscription

 

 تاريخ الانتفاضات الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


عدد المساهمات : 186
نقاط : 18457
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
العمر : 33

تاريخ الانتفاضات الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الانتفاضات الفلسطينية   تاريخ الانتفاضات الفلسطينية Emptyالإثنين أغسطس 15, 2011 8:38 pm

تاريخ الانتفاضات الفلسطينية





يمكن اعتبار الجغرافية السياسية التي نشأت وفقا لقانون إعادة تقسيم العالم ضمن مصالح المشروع الإمبريالي قبل الحرب العالمية الأولى أساس تشكيل الدول القطرية المتعددة ، بدلا من الدولة العربية التي كان العرب يطمحون إلى الحصول عليها ، من خلال الاتفاق المبرم ما بين الشريف حسين و مكماهون .

وتبعا لذلك ، ستكون فلسطين دولة تفصل مصر عن بلاد الشام ، من جهة ، وسوراّ للدفاع عن أوربا في آسيا،و قلعة للحضارة الغربية ، لمواجهة البربرية ، "والكلام لهرتزل".

و بصدور وعد بلفور تحولت فلسطين إلى ارض لمشروع الوطن القومي للشعب اليهودي، و أشير إلى السكان العرب بعبارة : الطوائف غير اليهودية ، وأخذت حكومة الجلالة على عاتقها ، أنها لن تسمح بعمل سيئ ، يغير الحقوق الدينية و المدنية لها0

"وعد بلفور"ما كادت الحرب العالمية الأولى تنتهي بانتصار معسكر النظام الرأسمالي حتىبادرالمستعمرون إلى الكشف عن نياتهم و إلى الإعلان عن خططهم .

فقد أعلن القاضي بلنددايس مستشار الرئيس الأمريكي ولسن " إن القصد من طلب اليهود تسهيل هجرتهم الى فلسطين هو أن يصبحوا أكثرية فيها ، و على العرب أن يرحلوا منها إلى الصحراء "

كما أعلن وايزمن حقيقة الوعد بقوله :

إننا اتفقنا مع الحكومة البريطانية على تسليم فلسطين لليهود خالية من سكانها العرب !

وهكذا ارتقت نظرة الاستعماريين إلى خطتهم من مرتبة الحلم و التخطيط إلى مركز الحقيقة و التنفيذ. و ارتفعت أماني الصهيونيين في دولتهم الموعودة من مرتبة الخيال إلى مرحلة الواقع و التخطيط .

و نتيجة لهذا التوافق ، اكتشف كل من المشروعين الإمبريالي و الصهيوني ، آلياته الداخلية لإنتاج ذاته في المشروع الآخر ، و هكذا نشأت بنية واحدة ، لمشروع واحد ، بوظائف قد تكون مختلفة في مرحلة أو أخرى .

أنيط ببريطانيا بوصفها الدولة العظمى في العالم الدور الحاضن للمشروع و قد عملت المؤتمرات التي عقدت في فرساي 28 حزيران 1919 ، و سان ريمو 25/4/ 1920 ، سيفر 10/8/ 1920 ، و لوزان 24/ 7/1923 لإصدار النصوص و القرارات المؤيدة لهذا الدور ، كما عملت على إنشاء صلة تاريخية ، بحسب الصيغة المدونة ، تربط كل يهود العالم بفلسطين .

و بحلول عام 1925 كان التسلل الصهيوني بلغ مداه ، حيث مكّن لأكثر من سبعين ألف يهودي من تملك و استيطان أكثر من ستمائة ألف دونم من أخصب الأراضي الزراعية في فلسطين ( السهول الساحلية و الوسط و الحوله ) و السيطرة على نقط ارتكاز مؤثرة مثل الموارد المائية و المرافق الاستراتيجية .

إذن نحن أمام التأسيس لمشروع استيطاني صهيوني ، قام على استحضار مجموعات من المهاجرين ، من مجتمعات و ثقافات و لغات و قوميات مختلفة و استطاع إلحاق الهزيمة بشعبنا المتجذر لغة و ثقافة و حضارة و تاريخا .

من هنا شرعية السؤال :

أين كانت المقاومة الفلسطينية لهذا المشروع ؟
وإذا كانت المقاومة غائبة، هل يمكن الحديث عن " تاريخ الانتفاضات الفلسطينية " ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة لا بدّ أولا من التفتيش و البحث في الحقل السياسي الفلسطيني عن عنصر المقاومة فيه ثم الانتفاضة ثانياً و أسباب تعثرهما !

أرخ نشاط الحركة الصهيونية الاستيطاني في فلسطين في القرن الماضي لظهور حقل سياسي فلسطيني خاص ، تشكل حول مشروع إقامة كيان وطني تبلور في المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أرض فلسطين الانتدابية باعتبار أن المشروع الاستيطاني الصهيوني كان قد حاز قصب السبق و أصبح يملك إمكان التحقق بعد اكتسابه الشرعية من النظام الرأسمالي الإمبريالي ، للأسباب الآتية :

أولا : توزعت أرض فلسطين ( الانتداب ) على متصرفيات متعددة تخضع لنظام الالتزام المستقل ، و تتبع لولايتين منفصلتين دمشق و بيروت ، بينما بقيت متصرفية القدس تحت إشراف الحكومة المركزية في الآستانة .

ثانيا : لم تخضع فلسطين تبعا لذلك لزعامة أو قيادة واحدة ، إنما توزعتها الزعامات المحلية التي تتشكل ، نتيجة انتخابها لمجلس المبعوثان أو الامتيازات العسكرية أو السلطوية ، إضافة إ لى الإقطاع العائلي ، و إقطاعيات الأراضي وأخطرهاكون معظم الإقطاعيين خارج أرض فلسطين الانتداب .

ثالثاً : لم يتوحد الحقل السياسي العربي حول مشروع عربي نهضوي حيث الخلاف على أشده ، حول الولاء للدولة العثمانية ومسألة العلاقة العربية العثمانية .

رابعاً : كان لوصول الاتحاديين إلى الحكم عام 1908 ، والدور المركزي الذي قامت به الصهيونية لدفع الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومن ثم التأخر في صعود الاتجاه القومي داخل الحركة العربية ، دور كبير في تأخر تشكل الحقل السياسي الفلسطيني باعتباره تابعاً له .

خامساً : غياب حركة السياسة والقيادات المركزية التي تحدد الأهداف والاستراتيجيات .

حركات الاحتجاج والانتفاضات خلال مرحلة التأسيس للمشروع الاستيطاني الصهيوني

انحصرت المقاومة الفلسطينية للمشروع الصهيوني حول إغلاق أبواب الهجرة اليهودية انطلاقاّ من رفض قبول أي حق سياسي أو أخلاقي لليهود في فلسطين وتوضحت بالأمور التالية :

1-مذكرات وعرائض و برقيات : تعتبر المذكرة التي تقدم بها وجهاء القدس بتاريخ 1891 أول عمل عربي منظم احتجاجاً على الهجرة وبيع الأراضي .

2-نبه المفكرون على خطورة ما يحدث ، وتعتبر الدراسة التي أعدها روحي الخالدي عضو مجلس المبعوثان " في أخطار الصهيونية " ، في العقد الأول من القرن الماضي من أهم ما كتب . كذلك أبحاث هنري لامنس اليسوعي في مجلة المشرق 1899 وما تنبأ به نجيب عازوري عام 1905 بحتمية وقوع صراع محتمل بين القومية العربية والصهيونية ، هي دراسات في هذا السبيل .

3-مقالات في الصحف الصادرة في فلسطين والقاهرة وبيروت ودمشق ويمكن الرجوع إليها بتفصيل واسع في البحث المعمق الذي أعدته الدكتورة خيرية قاسمية بعنوان " النشأة الصهيونية في الشرق العربي وصداه ما بين 1908 – 1918 ".

4- سلسلة من الاشتباكات المحلية يمكن تلخيصها فيما يلي :

- اشتباكات في عام 1910 في مناطق الجليل وطبريا ويافا .

- الهجوم علىمستعمرة مرحافيا ( الفولة ) سنة 1911

- اشتباكات في حيفا لإنشاء "المدرسة التقنية " سنة 1911

- اشتباكات في طبريا والجليل ويافا سنة 1913 .

-اشتباكات بين عرب قرية غابة الجركس ومستوطني الخضيرة سنة 1914 .
5- الانتفاضة الأولى أواخر 1917 : فوجئت الجماهير العربية ، بالوطن العربي يقسم إلى مناطق تحكمها إدارات عسكرية ، بادرت الجماهير إلى التعبير عن رفضها بإعلان الانتفاضة . فسارعت القوى الاستعمارية إلىتطويق الانتفاضة عبر الاتصال بالملك حسين والأمير فيصل كما ساهم خطاب الرئيس ولسن في إعادة ثقة العرب بمؤتمر الصلح .
6- الانتفاضة الثانية سنة 1919 :بصدور قرارات مؤتمر فرساي ووضع دول الوطن العربي تحت الانتداب واعتراف بريطانيا بالوكالة اليهودية داخل حكومة الانتداب على فلسطين ، واشتراكها معها في الإدارة التشريعية والمعارف والبدء بتهجير اليهود من كل أنحاء العالم ودفعهم للاستيطان في فلسطين ، اندلعت الانتفاضة شاملة المدن والقرى كافة ، إثر ذلك سارعت السلطات البريطانية إلى إجهاضها واعتقال القائمين عليها . مع التظاهر بالبحث عن أمس الحلول والإصرار ضمناً على تنفيذ مخططات التهويد . بالرغم من الإحباطات التي أصابت الجماهير نتيجة إخفاق انتفاضتها فإنها بقيت وفية لقضيتها ، وكانت تعبر عن لحظات توهج كلما أتيح لها ذلك .ولما جاء بلفور عام 1924 لحضور افتتاح الجامعة العبرية طلب من المندوب السامي هربرت صموئيل أن يرتب له زيارة للحرم الشريف في القدس . أقفلت الجماهير أبواب الحرم ، ووقفت أمام المتاريس ، فعاد بخفي حنين . وفي طريق عودته عرج على دمشق ، ونزل في فندق خوام . هاجت دمشق ، لما علمت بالأمر ، فأحرقت الفندق وهي غاضبة منادية بسقوطه ، فخاف عليه الفرنسيون فأخرجوه من الباب الخلفي وأركبوه سيارة مخفورة إلى بيروت.

برزت خلال هذه المرحلة ، زعامات محلية عائلية ، وإقطاعية ورأسمالية سيطرت على لجان المدن وهيئاتها ، فلجان المدن كانت إطار العمل السياسي في هذه المرحلة و كانت الأساس في الاحتجاج على وعد بلفور والتنديد بالهجرة اليهودية دون أن تتعرض للاحتلال البريطاني أو لبنية المشروع الصهيوني ذاته .ومما يثير فعلا أن الوفود التي تشكلت لعرض القضية الفلسطينية ، لم تتعد هذا السقف ، و بقيت الآمال معلقة على العدالة البريطانية .

وفي البيان الذي أصدره السيد جمال الحسيني ، سكرتير اللجنة التنفيذية للمؤتمرالفلسطيني الرابع ، في تشرين الثاني 1921 يشير إلى هذا الأمر ، بقوله :
إن الآمال مقصورة على الأمة البريطانية النبيلة ، و إن إنكلترا هي إنكلترا و إنها لا تزال آهلة بذلك الشعب العادل .

لقد كان موقف الحكومة البريطانية واضحا منذ البداية فالمشروع الصهيوني هو مشروعها، ألم تلتزم بتسليم فلسطين إلى الدولة اليهودية خالية من السكان العرب ؟

لذلك فقد أجاب وزير المستعمرات تشرتل في مطلع نيسان 1921 على مذكرة رئيس مؤتمر حيفا موسى كاظم باشا ، بأنه لا يستطيع إلغاء تصريح بلفور و لا يستطيع إيقاف الهجرة اليهودية .و مما يثير الدهشة ، أنه رغم التهميش الذي لحق بالشريف حسين وخروجه صفر اليدين إلا أن الآمال بقيت معلقة عليه ، فقد ابرق السيد محمد مراد –مفتي حيفا – باسم الحركة الوطنية في حيفا و الجمعية الإسلامية فيها شاكيا للشريف حسين ، نكث بريطانيا بعهودها !…

فرد عليه الملك حسين ملك الحجاز:

" ليس ما أبديه في هذا إلا الأسى و الحزن "

من استعراض ما سبق ،نجد الجواب على السؤال المطروح في مقدمة البحث. كيف استطاع المشروع الاستيطاني الصهيوني إلحاق الهزيمة بشعبنا .؟.

الجواب اتضح في طبيعة القوى و التحالفات التي استند إليها المشروع الصهيوني فقدحققت الهجرات اليهودية المتتالية حصيلة تجارب تطور النظام الرأسمالي الإمبريالي فأقامت على الأرض العربية في فلسطين التطبيقات والنتائج العملية للثورات الصناعية و التكنولوجية و الاجتماعية في أوربا ،كما نقلت التصور الاشتراكي حول بنية الاستيطان فأقامت مختلف نماذج الاستيطان وتجاربه فكان " اليشوف "و "الكولخوز " وغيرها .
و"الكيبوتس الاشتراكي" الذي وضعت أسسه في مستوطنة " دجانيا " عام 1908 نما و تبلور و اصبح رأس الحربة و المثال في تنفيذ معظم المشاريع الاستيطانية الصهيونية كما أن التأسيسات العلمية الأولى " التقنيون " في حيفا عام 1914 و الجامعة العبرية في جبل " سكوبس " بالقدس عام 1924 ، وغيرها كثير ،شكلت الأسس لتطوير هائل شمل الأبحاث و التطور من شكل بداية تحولت إسرائيل إثرها و خلال سنوات من إعلانها إلى دولة نووية .

و أبرز الإنجازات في حقل مشروع الاستيطان الصهيوني ، منظمة صهيونية عالمية تتابع الخطط و التنفيذ على الواقع ، إضافة إلى اقفالها لحلقة الاتصالات و العلاقات الدولية .

كما أن الوكالة اليهودية كانت تغطي مساحة أخرى في جمع التبرعات و الاتصالات و العلاقات التي تخدم المشروع الصهيوني في الحقل اليهودي العالمي .
و في داخل المؤسسة الاستيطانية الصهيونية ، على الأرض العربية الفلسطينية انتظمت أحزاب سياسية عقائدية ملتزمة ببرامج صهيونية، إضافة إلى تنظيمات عسكرية كاملة من حرس المستعمرات إلى حرس المدن إلى العصابات الإرهابية كالارغون زفاي ليمي و شتيرن .

إذن نحن أمام مجتمع الدولة ، قبل إعلانها بكل تفاصيله المدنية و العسكرية ، مع رعاية كاملة و شاملة لاقتصاده و احتياجاته من قبل مؤسسات النظام الرأسمالي الإمبريالي في حين كان المجتمع العربي الفلسطيني امتدادا للمجتمع العربي، بسيطا في تكوينه و في علاقاته تسيطر عليه طبقة من الوجهاء و الأعيان ذات سمات شبه إقطاعية و أحيانا كان الإقطاعيون يسيطرون على إجمالي المصالح الاقتصادية و الاجتماعية .

ويمكن القول ، إن المجتمع الفلسطيني في هذه المرحلة لم يكن قد تعرف بعد على أشكال التنظيم الحديث للمجتمعات أو مقدمات الدولة الحديثة .

التأسيس لدولة الكيان الصهيوني ما بين 1925-1948

كان لتدفق الهجرة اليهودية الواسعة التي تضمنت اكثر من أربعمائة ألف يهودي ، عشية الحرب العالمية الثانية وأكثر من ستمائة و خمسين ألفا عند إعلان الدولة الإسرائيلية ، أثر كبير على المجتمع العربي في فلسطين ،.حيث أحدثت تبديلا نوعيا هائلا في بنية المجتمع العربي الفلسطيني ، فتضخمت المدن الكبرى حيفا ، يافا ، القدس ، وتحولت إلى مراكز تجارية و صناعية و بتناقضات مجتمعيةكبيرة و تحول في سلطات التوجيه و القرار فيها - المجتمعي و السياسي و الثقافي - ، وبدء الشعور بالغربة في الوطن و لاسيما في المدينة . و أوجد بالمقابل اتجاها مصلحيا للتعامل مع واقع الحال الجديد ، فاتجهت بعض قوى سكان المدن إلى تبني رؤية جديدة مفادها التصالح مع الوضع الجديد بحجة واقعيته وراهنيته . بينما حافظت المدن الجبلية والريفية الداخلية : صفد ، نابلس ،الخليل، وغيرها على بنيتها الوطنية الصلبة برفض مشروع الاستيطان الصهيوني من حيث المبدأ ، و رفض انعكاسات الاستيطان جملة و تفصيلا و على الساحة النضالية و السياسية عكست هذه التحولات نفسها في نشاطات سياسية و انتفاضية مختلفة و في تنامي المفردات السياسة الحديثة و كان ابرز هذه التحولات : "انتفاضة البراق " عام 1929 .

إثر الاعتداءات اليهودية على المقدسات في القدس ، اندلعت انتفاضة شملت المدن والقرى كافة و لا سيما صفد و الخليل .

أعلنت بريطانيا حالة الطوارئ في البلاد و اعتقلت المئات ، و حكمت على تسعة من المناضلين بالإعدام ، نفذ الحكم في ثلاثة منهم في 17 حزيران 1930 والشهداء هم : فؤاد حجازي ، عطا أحمد الزير ، محمد جمجوم .

تركت أحكام الإعدام أثرها الكبير في الجماهير و لفترة طويلة . لقدخيمت روعة الشهادة و سادت رهبة الموقف ، فارتفعت حدة التظاهرات والاحتجاجات في أنحاء الوطن العربي كافة . و في ظل هذا الجو المهيب غنت الجماهير نشيد :
يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما

ليـس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى

و ظلت الجماهير الفلسطينية تغني الأهازيج المعبرة عن ذلك الحدث الوطني ، في فنها الشعبي الوطني حتى الآن .

انتفاضة الشيخ عز الدين القسام

غادر الشيخ عز الدين القسام بلدة جبلة ، بعد أن أصدرت السلطات الفرنسية بحقه حكما بالإعدام لاشتراكه في ثورة الحفة في شمال القطر العربي السوري ، تلك الثورة المجيدة التي كانت بقيادة المجاهد عمر البيطار عام 1920 . فلجأ القسام إلى بلده الثاني ، حيفا في 5 شباط 1922 حيث تابع رسالته الجهادية وقد ظلّ يعدّ تلاميذه للجهاد ويدربهم على استعمال السلاح أكثر من ثلاثة عشر عاما . .

و بتاريخ 12/11/1935 توجه إلى تلال يعبد القربية من حيفا و هناك اعترضتهم قوة بريطانية فنشبت معركة ضارية استبسل فيها القسام ورفاقه حتى استشهدوا .

الدروس المستقاة من ثورة عز الدين القسام كبيرة أبرزها :

أولا : أتت انتفاضة حيفا استكمالا لتجربة نضالية سابقة في الحفة العربية السورية . بمعنى أن حيفا العربية الفلسطينية هي عمق الحفة العربية السورية و أن الحفة العربية السورية هي عمق حيفا العربية الفلسطينية ، فالعمق والامتداد النضالي واحد .

ثانيا : كان يؤمن بأهمية الإعداد و التهيئة للمعركة ، فقد ظل ثلاثة عشر عاما و هو يحضر الكوادر المسلحة للعمل الجهادي .

ثالثا : ارتكز في جهاده على الريف الفلسطيني ، أي أنه اعتمد تعبئة الفلاحين ، كما خص العمال باهتمام خاص في تنظيمهم في وحدات لدورهم المميز في مقاومة الاحتلال .

رابعا : حتمية التوجه إلى المعركة و اتخاذ قاعدة انطلاق على الأرض الجبلية .

خامسا : قاتل و مجموعته رغم عدم التكافؤ ، ليقدم درسا لمن يتحدثون عن الخلل في موازين القوى .
بقي أن أقول إن تأثيرات ثورة القسام كانت كبيرة ، و حتى اليوم تعتير منهجا يدرس في الفكر الثوري والنضالي و قد تابع مناضلوه الطريق الذي خطه و كانت ثورة 1936 استكمالا لذلك .

ثورة وانتفاضة 1936

كان لمواقف بريطانيا من الاستيطان الصهيوني ، و استمرارها في سياسة تهويد فلسطين ، عبر عمليات المناورة والمراوغة في تشكيل اللجان و إصدار القرارات ، لغرض استمهال العرب و كسب الوقت بغية تأمين أغلبية يهودية في فلسطين تتحكم في اقتصادها وزراعتها و مجتمعها ، فقامت اثر ذلك ثورة ضد الاستعمار البريطاني مباشرة ، شملت كل فلسطين و انخرط فيها معظم أفراد الشعب الفلسطيني و ساهم فيها أبناء البلاد العربية من خارج فلسطين .

كان الشيخ عز الدين القسام حاضرا في الثورة ، فقد كان رفيقه الشيخ فرحان السعدي يقود المجاهدين من قاعدته في جبال صفد في الهجوم على المستوطنات الصهيونية و قطع الطرقات و إطلاق النار على الآليات الصهيونية و البريطانية لقد كانت "ثورة و جهاداّ " أما القيادة السياسية المتمثلة باللجنة العربية العليا فقد كانت مسيرتها باتجاه آخر.

لقد اكتفت القيادة السياسية ، بإعلان الإضراب العام ، والطلب من الناس البقاء في بيوتهم وقد امتد الإضراب ستة شهور كاملة . وكان المفروض الإعداد لشروط نجاح الإضراب العام مع متابعة الثورة المسلحة وذلك بتشكيل مؤسسة وطنية ذات قدرة تمثيلية ، وتهيئة الاقتصاد الفلسطيني بالقدر الممكن لمتطلبات العصيان المدني والثورة المسلحةورفع القدرة العسكرية والتصرف كحكومة فعلية لمجتمع يخوض معركة استقلال. لقد اكتفي برفع قائمة من المطالب إلى السلطات البريطانية تدعو إلى : وقف الهجرة اليهودية ومنع بيع الأراضي لليهود ومنح الاستقلال السياسي للشعب الفلسطيني ، متجاهلة مشروع الاستيطان الصهيوني الذي أضحى يسيطر على نسبة هامة من الأراضي الفلسطينية . ولذلك كانت استجابة اللجنة العربية العليا سريعة لطلب الملوك والأمراء العرب بوقف الإضراب العام .

لم تقبل الجماهير بذلك فأعلنت الثورة المسلحة . حققت الثورة في المرحلة الأولى إنجازات عسكرية هامة إلا أن الانقسامات القيادية الفلسطينية وغياب القيادة الموحدة للثورة أجهضت كل شيء .

وبمتابعة الأحداث التالية وانتهاءً بحرب 1947 – 1948 تابع المشروع الصهيوني امتلاك العدة والعتاد والتنظيم والإدارة السياسية والرؤية المجتمعية والعلاقات الدولية مشكلاّ اتحاداّ بنيوياّ للمشروع الرأسمالي الإمبريالي ، بينما لم يمتلك المشروع الفلسطيني هذه المقومات رغم امتلاكه الأرض والمجتمع .

لقد هزم مشروعنا في العام 1948 ، ليس لأننا لم نقم بمقاومة المشروع الاستيطاني الصهيوني ، بل لأن تلك المقاومة كانت قاصرة ، ومن ثمّ تحكم الآخرون بالمعركة وكانت النتائج المعلومة والمعروفة.

الانتفاضة الكبرى 1987 وحتى الآن

لقد انتهت ثورة 1936، وتشتتت القيادة الفلسطينية دون أن تولد قيادة جديدة ولكنها دخلت الذاكرة العربية الفلسطينية بوصفها فعلاّ مقاوماّ جباراّ ، لذا لم تتأخر الانتفاضة التي انفجرت في أواخر العام 1987 باعتبارها ثاني ثورة شعبية خلال هذا القرن في توليد روابط رمزية كفاحية مع ثورة عام 1936 موحدة التاريخ الفلسطيني بوصفه تاريخ نضال ضد الاستيطان ومن أجل الاستقلال .

كما استعانت الانتفاضة بثورة عام 1936 ، رغم نصف قرن من الفاصل الزمني ، لتعيد طرح الوطنية الفلسطينية باعتبارها حضوراّ متواصلاّ .

لقد اندلعت الانتفاضة في ظروف أشد تعقيداً من ظروف ثورة 1936 . كان العالم في الثلاثينيات من القرن الماضي معسكرين ، ( الرأسمالي والاشتراكي) ولم نحسن نحن العرب التعامل مع موازين القوى بين المعسكرين .

العالم اليوم معسكر واحد ، النظام العولمي الإمبريالي الجديد . لقد اجتازت الانتفاضة الامتحان الكبير ، واجتازت ما لم يتجرأ أحد على اجتيازه .

-تحدت الرهان الأمريكي الصهيوني وصمدت ، بل ألحقت الخسائر الفادحة بمشروعه .

-كشفت زيف مفهوم الجندي الإسرائيلي البطل المبني على أسطورة كاذبة وأظهرت صورة الطفل البطل يصوب حجره باتجاه الجندي المدجج بالسلاح والمحتمي بدباباته .

-أغلقت لأول مرة خلال قرن كامل أبواب الهجرة وفتحت أبواب الهجرة المعاكسة .

-أعادت الأحزاب الإسرائيلية كافة وعلى مختلف تلوينها إلى المربع الأول الصهيوني ، في اصطفاف تاريخي وراء دبابة شارون وجرافته .

- فضحت العلاقة البنيوية بين المشروع الاستيطاني الصهيوني والنظام الرأسمالي العولمي ، فأسقطت بالتالي كل الرهانات التي تتمحور حول السلام الأمريكي –الاستسلام - بشعاراته المختلفة : السلام العادل ، السلام خيار استراتيجي ، الأرض مقابل السلام .

الشعار الوحيد القادر على دحر مشاريع الاستسلام الامريكية والصهيونية هو دعم الانتفاضة و هو عنوان المشروع النهضوي العربي . هذا الشعار سينتصر فيما إذا قدر له الدعم العربي الشعبي والرسمي .

مقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية إجراء تنفيذي يقع ضمن سياق الشعار السابق

هو أولوية الأولويات ويجب أن يشمل الوطن العربي كافة .

وعلى الصعيد السياسي تطرح اليوم أمورخطيرة : اتفاقيات جديدة ، مفاهيم تؤسس لمرحلة جديدة ، الترويج لمؤتمردولي ، الحديث عن اصلاحات وانتخابات ، ومع هذه الطروحات يتعالى الحديث حول وصف المقاومة بالارهاب ، و الطلب من المقاومين إلقاء السلاح ومغادرة الوطن والأرض .

إنها تضع المقاومة في نفق جديد عنوانه ، النفي القسري و التسفير …..

التاريخ يعيد نفسه !…

فالقيادة السياسية ( اللجنة العربية العليا ) التي طلبت من المقاومة في سنة 1936 إلقاء السلاح والخلود إلى السكون والاعتصام بالبيوت تعود اليوم ، تحت أسماء أخرى ، والمضمون نفسه ، لتطلب الطلب نفسه ، كما اوضحنا . لكن المقاومة الانتفاضة اليوم غيرها بالأمس إنها تقول للسلطة وللأنظمة العربية الرسمية المتوافقة معها : لن تمر الاتفاقية …

لن يستسلم الشعب … سيبقى شعبنا وراء الانتفاضة …ووراء المقاومة..

ووراءه كل الجماهير العربية … وكل أحرار العالم ….
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aintouila.ahlamontada.net
 
تاريخ الانتفاضات الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عين الطويلة :: القدس :: انتفاضات الاقصى-
انتقل الى: